في الصباح الباكر يخرج حاملا بضاعته من علب الكبريت ، يجوب بها المواصلات العامة والطرقات مناديا عليها .. في المساء يعود مجبورا .. يهرع إليه ابنه الصغير ذو الخمسة أعوام مغتبطا يحتضنه في شوق.
في حجرتهم الصغيرة يلتفون حول الطبلية يتناولون طعامهم البسيط .. قبل أن يفرغ من طعامه تكون الزوجة أعدت له كوب الشاي .
يجلس على الأريكة يريح جسده وينفض عنه ما علق به من تعب طوال اليوم يخرج علبة سجائره ويشعل واحدة..
الزوجة وهى تناوله كوب الشاى: نريد أن نبتاع حذاء جديدا لمحمود فقد تمزق حذاؤه ولا جدوى من وراء تصليحه ويرفض أن يذهب به ‘لى المدرسة وهو على هذه الحالة ونبتاع بنطالا وقميصا جديدين لصلاح.
يخرج زفيره المحمل بدخان سيجارته، ويلوذ بالصمت..
تستطرد الزوجة: نسيت أن أذكرك أيضا بقسط البوتجاز الذي ابتعناه لفاطمة فقد حل موعد سداده.
يترك الأريكة ممتعضا.. يضع يده في جيب بنطاله .. يخرج كل ما معه من نقود يعطيها لزوجته ويغادر الحجرة.
